Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
من عمق المجتمع

ظواهر اجتماعية سلبية تشوه كرامة الشهر الفضيل

رمضان شهرمبارك ينبغي ان يرتقي بالنفس الإنسانية واعادة شحنها بالنفحات الإيمانية . إلا انه لا يخلو من بعض المظاهر والسلوكيات السلبية  التي أصبحت تميز هذا الشهر الكريم ،رغم تعارضها مع المقاصد السامية للصوم وكرامة الشهر الفضيل ..فالحكمة من الصوم لا تقتضي الامتناع عن الأكل والشرب فقط ،وإنما تهذيب النفوس وتعويدها على الصبر وضبط النفس عن كل ما يتنافى مع صفات الإنسان الصالح  .

التهافت والتدافع في الفضاءات التجارية

ما ان يهل شهر رمضان ،حتى نجد الناس يتسابقون لاقتناء ما لذ وطاب من الأطعمة التي لا تستهلك عادة في غيررمضان. فنجد طوابير طويلة أمام المخابز وبائعي الحلويات وفي البقالات. و يتزاحم الناس بلهفة وتدافع أحيانا لدرجة وقوع عراك واشتباك بالأيدي من اجل قارورة شاربات أو قطعة قلب اللوز ..وهي بالتأكيد تصرفات لا تليق بمسلم. فالغاية من الصوم هو تعلم الصبر وليس فقدان الصبر.

الإسراف

الإسراف في الطعام والشراب امر شائع في شهر الصيام، على الرغم من أننا نعلم جميعاً أن الفرد منا في رمضان لا يتناول كميات كبيرة من الطعام أو الشراب.وقد تداول عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صور الخبز ملقى في القمامة  وهذا يتنافى مع عقيدتنا واخلاقنا .والإسراف مرفوض في رمضان وغير رمضان لقوله تعالى «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين».

اقرأ أيضا:10 أطنان من الخبز في القمامة خلال 20 يوماhttps://bit.ly/3xJZmOK

السهر الى الفجروالنوم الى العصر

وهذه ظاهرة منتشرة بدرجة كبيرة عند فئة المراهقين والشباب البطال عموما .فتجد أكثرهم من المدخنين أو من مدمني القهوة ،يقضون سهرات طوال مع الخلان والأصدقاء تمتد الى غاية السحور  .ليخلدوا بعدها إلى النوم طوال النهار. فإذا ما استيقظوا عصرا شعروا بالحاجة الى ما أدمنوا عليه .فتنتابهم حالة من القلق والغضب وانتقاد كل شيء ،لدرجة افتعال المشاكل بدل أن يجعلوا من شهر رمضان فرصة للتخلص من العادات السلبية التي أدمنوا عليها .

ويلجأ البعض منهم كذلك  إلى قضاء نهار رمضان وليله في متابعة البرامج عبر شاشات الهواتف الذكية والتلفاز، ولا شك أن متابعة بعض البرامج التثقيفية والدينية الهادفة أمر مرغوب به، إلا أن متابعة عدد كبير من المسلسلات التي تزخر بها الفضائيات يفوّت علينا فرصة استثمار شهر رمضان كما أمرنا الله سبحانه وتعالى

.ظاهرة التسول

يغتنم البعض من قبل ذوي الحاجة وذوي الإعاقة والمساكين وكذلك محترفي التسول شهر رمضان للتسول وقوفا عند أبواب المساجد. وهذا بلا شك أمر مزعج ومحرج لمرتادي المساجد للصلاة  .وتجدر الإشارة إلى أن ظاهرة التسول منتشرة بشدة عند مداخل المساجد كما في المدن والشوارع وحتى الطرق السريعة .فهي أماكن خصبة للمتسولين لممارسة هواياتهم في التسول. فيما يجد فيها الناس-سواء السائقين أو الركاب- بيئة متعبة وأماكن مرهقة تجعلهم يعاونون الأمرين مرة من جهة الازدحام الخانق ومرة من جهة أولئك المتسولين الذين يتقاطرون أسراباٍ متتالية لا يستطيع المرء أن يلاحق الإجابة على طلباتهم والحاحهم.

 سب وشتم ومواعيد مع الموت

لا يتميز شهر رمضان عند البعض بعدم القدرة على ضبط مكابح النفس فقط ،فلمكابح السيارات في رمضان شان اخر . حيث تنتشر حوادث المرور بكثرة نتيجة الطيش والتهور. فإذا كانت نسبتها مرتفعة على مدار العام ،فإنها تزداد عددا وخطورة في رمضان،  خصوصا بين أذان العصر والمغرب ،والوقت القصير الذي يسبق الإفطار.حيث يبدأ السباق مع الوقت ليكونوا على الموعد مع أذان المغرب للفطور في الأماكن التي يقصدونها,ويكون للأسف موعدهم مع الموت أو الإصابات الخطيرة في المستشفيات التي تستقبل طوال شهر رمضان ضحايا حوادث مرور فظيعة.ويشتكي البعض من همجية الكثير من الناس في رمضان سواء السائقون أو المارة الذين يتفوهون بالسب والشتم واللعن  لاتفه الأسباب  ,فضلاٍ عن المضايقات التي يواجهونها ويلقونها من أصحاب بعض السيارات الفارهة وبالذات التي يقودها الصبية والطائشون ممن يحاولون جذب الأنظار إليهم,وهو ما يتسبب في كثير من حوادث الدهس والصدامات التي تنتج عنها العديد من الإصابات ناهيك عن إلحاق الخسائر بالكثير من السائقين السابقةحيث يتدافع الناس بسياراتهم بشكل جنوني يجعل من الصدام والدهس حوادث اعتيادية في هذا الشهر الكريم  تعتبر سياراتهم مكسب رزقهم كسائقي التاكسي .

الغاية من الصوم تهذيب النفس وكبح جموحها

رمضان فرصة للاقلاع عن المعاصي والسلوكيات المشينة والتصرفات الطائشة الغير مسؤولة .والصوم بدون اخلاق هو امتناع عن الاكل والشرب وفقط ..الصوم الكامل هو أن يستحضر الإنسان قول المصطفى صلى اللهْ عليه وسلم: ((المسلمْ مِن سِلمِ الناسْ من لسانه ويده)).. لأن هذا الحديث ينهى عن كل ما يتسبب في إلحاق الأذى بالآخرين من تلك التصرفات الهوجاء التي نراها اليوم في أسواقنا وشوارعنا. فالغاية من الصوم  هو تهذيب النفوس وترويضها على تحمْل المشاق …رمضان شهر المحبة والتواصل والتسامح وهو فرصة سنوية ذهبية حري بنا أن نعاهد الله تعالى فيها على فعل الخيرات ،وتجنب السيئات وفتح صفحة جديدة في تاريخ حياتنا نخط فيها مستقبلاً إيجابياً وعملاً صالحاً يرضاه الله تعالى.

 

 

 

المصدر
eddustour.com
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى