Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأسرة
ترندينغ

الصراخ على الطفل يدمر شخصيته

لاشك أن الإباء والمربون عموما يتعرضون كسائر البشر إلى ضغوط نفسية او مشاكل خلال حياتهم اليومية ما يجعلهم يفقدون السيطرة علي أعصابهم سواء أثناء محاولات تصحيح السلوكيات الغير السليمة التي يمارسها أطفالهم أو لعدم قدرتهم للاستجابة لمتطلباتهم المادية والعاطفية فيكون الصراخ وسيلتهم الوحيدة للتعامل مع هذه المواقف ظنا منهم أنها الطريقة المثلي لتقويم سلوكياتهم الخاطة ، إلا أن الخبراء والتربويين يؤكدون أن ممارسة أسلوب الصراخ على الطفل سواء في المنزل أو المدرسة تجعلهم في حالة قلق واضطراب وتترك آثارا سيئة علي مشاعرهم وأمانهم النفسي وتؤثر على شخصيتهم المستقبلية.

مختصون يحذرون من عواقب التعنيف اللفظي

تقول المختصة النفسية ايمان حراث “يستخدم بعض الآباء والمربين الصراخ كأسلوب في التعامل مع الطفل عندما يخطئ، وأحياناً يكون الصراخ الأسلوب الشائع عند طلب تنفيذ أي أمر، مثلا عند حثه علي تناول وجبته أو طلب التوقف عن اللعب أو القيام بواجباته المدرسية، ويظن الكثير من المربين أن هذا هو الأسلوب المثالي والانجح لجعل الطفل مطيعا ومنفذا لكل ما يطلب منه .
وتواصل الأخصائية النفسية حديثها قائلة إن نفسية الطفل كالصفحة البيضاء ، يلتصق بها التعامل الذي يتلقاه من محيطه سواء كان إيجابيا أو سلبيا فالصراخ على الأطفال هو “عنف لفظي” يشكل إساءة للطفل، ويدخله في حالة من الرعب والخوف تفقده الأمان، فيكتسب شخصية هشة عندما يكبر وتضيف في هذا السياق أن الطفل الذي يتعرض للصراخ والعنف سواء لفظيا أو بدنيا أو جنسيا أو أيا كان سيلازمه شعور العنف دائما، وسيعاني من المشكلات الشخصية والنفسية،التي تنعكس حتما على طريقة حياته وسلوكه وتعامله مع الآخرين.

أعراض تأثر الطفل بالعنف اللفظي

يلخص المختصون أعراض العنف اللفظي على الطفل في خمسة مظاهر وهي :

  1. حب العزلة والانطواء علي ذاته
  2. عدم الفاعلية والمشاركة في الحديث بين الجماعة
  3. الشعور بالدونية والخوف وكره المجتمع له
  4. لا يهتم بالحياة ، وبالتالي يمكن أن تصل حالته للاكتئاب أو يتحول إلى “قنبلة موقوتة تنفجر في أي وقت ويصبح عدوانيا شرسا في المستقبل.
  5. التبول اللاإرادي خلال النوم

تأثير الصراخ على الطفل في المدرسة والروضة

الصراخ-على-الطفل-صورة-2من جهتها تعتبر الأخصائية النفسية أمينة زاري أن الأسرة والمدرسة هما النواة الأولى التي تتشكل فيهما شخصية الطفل ، فعلى الأسرة أن تعتمد على الهدوء والحوار في التنشئة ، وذلك لبناء شخصية متوازنة تعيش في استقرار وسعادة كما تؤكد أن الصراخ وسيلة سلوكية مؤذية وقاتلة للطفل، فالصراخ علي الطفل في الروضة أو المدرسة يولد لديه عقدة، تنعكس سلبا على تحصيله الدراسي لان تركيزه ينقص واستقراره النفسي يتزعزع وقد يؤثر ذلك سلبا على الحالة النفسية لجميع أفراد الأسرة نتيجة التوتر والقلق الذي يزرعه العنف اللفظي ، كما يجعل الطفل عصبياً وجباناً وعنيداً وعدوانياً وسريع الانفعال يوظف في حديثه ألفاظا شنيعة ، وقد يصاب بالكوابيس أو التبول اللاإرادي، وتقل ثقته بنفسه، وتضعف مهاراته في التواصل مع الآخرين والحديث معهم.

وقد يدوم أثر الصراخ على الطفل طوال حياته حتى عندما يصبح راشداً فيكون ضعيف الشخصية منعزلاً مترددا في التعامل مع من حوله لشعوره بأنه غير مقبول، وأنه مخطئ وعاجز عن التصرف بطريقة صحيحة، وقد يستخدم أسلوب الصراخ هو أيضاً مع من حوله نتيجة التقليد وينتهجه كأسلوب حياة”.

الصراخ يتناقض مع قواعد التربية السليمة

إن استخدام الصراخ كعقاب هو أسلوب غير تربوي، وقد يدل على ضعف شخصية المربي وعجزه عن التحكم في انفعالاته وعدم إتقانه لأساليب التربية السليمة وذلك كمبرر لاستخدام العنف لتفريغ التوتر والضغط على الطفل.
وتقول الأخصائية النفسية أمينة زاري “نحن نعلم أن معظم ما يقوم به الآباء من أعمال الحياة هو من أجل الأبناء وبهدف تربيتهم تربية سليمة، لكن يجب ان يدرك هؤلاء أن احتياجات الطفل لا تقتصر على توفير الماديات من طعام ولباس فقط بل تتعداها إلى بناء شخصية سوية للمستقبل وعليه ينبغي التعود على الحديث وتبادل الحوار مع الطفل بصوت هادئ، كما تقول، وتوجيه عبارات إيجابية محفزة، والحرص على التحلي بالصبر والهدوء والرزانة ، والتربية بالحب والاحترام والاهتمام.فالطفل مرآة والديه .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى