كيف تنشأ مراهق سوي نفسيا ؟
من الطفولة الى المراهقة …مرحلة انتقالبة تستحق الاهتمام
يظن بعض الأولياء أن مرور انتقال أبنائهم الى مرحلة المراهقة أمر سهل ويغفل الكثيرون عن التغيرات لبنفسية التي تصاحب المراهق هذه الفترة التي تعتبر فترة حساسة ومرحلة انتقالية ترتبط بمصيره ومستقبله دون ادنى شك
مرحلة الطفولة يكون فيها الطفل مرتبط ارتباط وثيق بوالديه .ثم تاتي مرحلة يحاول الطفل فيها الانفصال عن والديه دون وعي. فيصبح كمن كان يعيش في بيت يعمه الهدوء والسكون ثم يخرج الى فضاء اشبه بساحة حرب يصعب عليه التأقلم معها او العودة الى البيت ..ثقبل هذا الفضاء الجديد والتعود عليه وحسن تسيير حياته فيه يتطلب مرافقة وتفهم .ولا تصلح تأدية هذا الدور لغير الوالدين الذين ينبغي عليهما ابداء سلاسة ولين في التعامل مع المراهق، الذي يحاول ابداء نضجه واستقلاليته بارائه وقراراته حتى وان كانت غير صائبة .فيصاب الطفل بتقلبات المزاج والتحسس الزائد الذي يحتاج إلى كفاح طويل منه ومن اوليائه لتخطيها.
اساسيات التعامل مع المراهق؟
المراهقة مرحلة مضطربة، تنعكس على المحيط العائلي والدراسي، أو حتى عبر مواقع التواصل التي غيّرت مفاهيم المراهقة القديمة.
تقول كارولين ديلوريتو، المستشارة المدرسية والحاصلة على ماجستير في التربية، في مقالها على موقع “سايكالايف” (Psychalive)، إن التعامل مع المراهقين ينبغي أن يتمحور حول تنمية إحساس واضح بالذات، يجعل تواصلهم مع آبائهم مبنيا على على أسس قوية من الاحترام والإيجابية لسنوات طويلة.
كيف تحتوي الطفل المراهق ؟
ولعل تشجيع الاستكشاف واشباع الفضول، ودعم اراء الأطفال واختياراتهم ومحاولة تأييدهم حتى وان كانوا على خطأ لكسب ثقتهم ثم محاولة تصحيح مفاهيمهم والعمل على استدراكها معا ، والتوقف عن ابداء القلق على مستقبلهم ، وعدم محاولة فرض حياتك وأحلامك عليهم هي الأسس التي يمكن البناء عليها في تنشئة مراهق قادر على أن يكون شخصًا فعالًا وسويًّا نفسيا واجتماعيا في المستقبل.احتواء المراهق امر لا بد منه اذا نجحت في احتوائه فانك نجحت في توجيهه مدى الحياة.
مفاتيح التعامل مع المراهقين
ويرى الكاتب والخبير في العلاقات دانيال يونغ، في كتابه “16 مفتاحًا للتعامل مع المراهقين”، أن هؤلاء قادرون على التغيّر والتبدّل.ويقول إنه خلال حياته العملية لاحظ كثيرا من الحالات التي تحوّل فيها مراهقون من نماذج ميؤوس منها إلى نماذج للنجاح بما اثبتوه من قدرة على مواجهة الحياة والتعاطي معها بشكل فعال. كانت النصائح الأبوية هي أساس التحسن للأفضل في حياة المراهقين، فجعلت حياتهم أهدأ وطورت نموّهم العاطفي والعقلي بشكل ملحوظ.
يشير يونغ، في كتابه، إلى أن المراهق يطوّر إحساسًا بهويته، لذا فإن سلوكه الذي قد تراه ضدك أحيانًا هو على الأغلب ليس موجّهًا إليك على الإطلاق. “فالمراهقة هي الفترة التي يبدأ فيها الصراخ الداخلي للطفل، ليعلم الجميع أنه موجود، شخص مختلف عن أبويه، له استقلاليته وفرديته. وهنا، على الأبوين أن يلتزما بالحب والدعم غير المشروط، لأن الصراخ المواجه سيكلف الجميع كثيرا من العناء”.
نصائح دانيال يونغ لتنشئة المراهقين
يصاب المراهقون بالاكتئاب في مرحلة المراهقة ، حيث يجدون انفسهم محاصرون بقيود مجتمعية وعائلية تشعرهم بالعجز والإحباط ،وهنا تتوجب الإدارة الرشيدة لحياتهم من طرف الوالدين. ولحماية علاقة الآباء بأبنائهم المراهقين، يقدم يونغ عددًا من النصائح التي تساعد أولياء الأمور على تجاوز تلك المرحلة بأقل آثار سلبية ممكنة، وأهمها:
- مشاركتهم في وضع القواعد والحدود
وذلك حتى لا يشعروا بتحكّمك بحياتهم، فالقواعد العادلة والمناسبة للجميع أفضل من السيطرة الكاملة.
- لا تكن والدًا فقط ولا صديقًا طوال الوقت
كن معهم مثلما تكن مع أصدقائك إذا جاؤوك راغبين في حل مشكلة ما، استمع ولا تحكم، أظهر الاحترام لهم وحافظ على طريقة مهذبة في التواصل بينكم.
- احرص على تمضية وقت ممتع معهم مهما كانت مسؤولياتك
احرص على تمضية أوقات ممتعة مع طفلك المراهق ..حاول ان تقضي اكبر وقت معه حتى تعوده على الارتباط بك اكثر من ارتباطه بأشخاص اخرين ،اجعله يحتفظ بذكريات جميلة ، فالذكريات هي العمر الباقي، وهي ما تربّي ابنك التربية الحقيقية.
- احذف أسلوب الغضب مع ابنك المراهق
يشعر المراهق بالإحباط اذا ما قللت من احترامه ..استعمال أساليب الغضب تجعل علاقة الاولياء بالمراهق تسوء وتتدهورً. لذا، إن كنت غاضبًا من عدم تهذيب ابنك دع الأمر يمر حتى تهدأ العاصفة، وسيذكر أنك احترمت غضبه ويقدر لك ذلك.
- دع ابنك المراهق يختبر عواقب أفعاله
لولا الأخطاء لما تعلم الانسان ، فالانسان يصقل بالتجارب ، والتجربة لا تعني النجاح، والفشل فيها لا يستحق عقابا، لكنه يستحق توجيها وادراكا لكيفية التعلم من اخطائنا وتجاربنا السابقة في الأيام القادمة. لذا، لا داعي أن تنقذ ابنك دومًا من الألم، على العكس تمامًا، الألم هو ما يمنحه القدرة على مجابهة قادم الأيام التي لن تكون موجودًا فيها لحمايته.
- وادعم طفلك واهتماماته وشغفه
ركز على الأشياء المهمة لا تضيع طاقتك ووقتك وأنت تحاول جاهدًا جعله يقص شعره الذي لا يعجبك.شاركه تفاصيله اليومية فذلك لا يلغي أبدًا احترامك لخصوصيته، ولا يعني أيضًا اقتحام مذكراته الخاصة أو حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.
- كن قدوة لابنك المراهق
الوالد مرآة ابنه ، سيفعل طفلك ما تفعل من دون أن تأمره. هم فقط سيقلد تصرفاتك، فاحرص أن يكون ما تقدمه لابنائك جيدًا ولطيفًا، وشجّعهم على أن يكونوا شخصيات سوية ومحترمة.
- تناول وجبات الطعام معه بانتظام
مشاركة الأسرة وجبة واحدة يوميًّا تحسن من الأداء الأكاديمي، وتخفض معدلات الاكتئاب، وتحسّن الصحة الجسدية والتوازن العاطفي.
- ركّز على الجانب الإيجابي لديهم
من السهل أن تنتقد العادات السيئة لأبنائك، لكن الأشياء الجيدة التي يقومون بها تستحق منك أن تلقي الضوء عليها وتشيد بها.امدحه حين يحسن التصرف واثن عليه امام الجميع ذلك سيشجعه على العطاء الإيجابي ويعزز ثقته بنفسه.
- شجعهم على الاعتناء بحياتهم
وذلك من خلال الرعاية الذاتية وممارسة الرياضة والاهتمام بالصحة العامة، والاهتمام بصحتهم النفسية وتقليل التوتر والقلق.
- لا تقارن ابنك المراهق بآخرين ابدا
المقارنات تكون في كثير من الأحيان عامل هدم لثقة الطفل بنفسه. ولتجنّب ذلك، دعه يشعر بأنه طبيعي ومحبوب كما هو، وأنه يتميز عن غيره ببعض الجوانب الإيجابية، وأنه ليس مطالبًا بأن يصبح مثل فلان.
- لا تخف من أن تكون ضعيفًا
الوالد المثالي غير موجود، لا بأس في الخطأ أثناء التربية، فقط اعترف بخطئك واطلب السماح منهم. أظهر لطفلك أنك لست كاملًا، ولا تطلب منه أن يكون كاملًا.
المصدر : مواقع إلكترونية