Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأسرةومضات اسلامية

الشكوى التي سمعها الله من امرأة!

المرأة التي سمع الله شكواها

قال تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} [المجادلة:1]
ورد أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج ومعه الناس، فمر بعجوز، فاستوقفته، فوقف، فجعل يحدثها وتحدثه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، حبست الناس على هذه العجوز، فقال: ويلك! أتدري من هي؟ هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات، هذه خولة بنت ثعلبة التي أنزل الله فيها: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا}، ولو حبستني إلى الليل، ما فارقتها إلا للصلاة، ثم أرجع إليها!

كانت تصلي فظاهرها زوجها فاشتكته لربها وقد التجأت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم

والاية نزلت في أوس بن الصامت مع زوجته خولة بنت ثعلبة رضي الله عنهم  بعد حادثة وقعت بينهما .ففي أحد الأيام كانت زوجته تصلّي و كانت على جانب كبير من الحسن و الجمال. فلما أتمّت صلاتها راودها فأبت، فغضب أوس، فظاهر منها. أي قال لها: أنت عليّ كظهر أمي، فجاءت خولة إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله تشكوه إليه ما ال اليه حالها مع زوجها الذي ظاهر منها ، فنزلت فيه و في زوجته الآية: «قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَ تَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ» (المجادلة/1

حينما تتعلق بحبل الله لن تضيع

وفي الآية تنبيه على تعلق المرأة بالله عز وجل، وأن ذهابها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من باب الأخذ بالأسباب، ترجو أن يجري الله تعالى على يديه ما يفرج كربتها ويذهب ظلمتها.
لجأت إلى النبي صلى الله عليه وسلم آخذة بالسبب، تبث شكواها للعدل رب العباد ، ففرج الله كربتها ونفس عنها ويسر أمرها رافعا ما ألم بها، وأنزل بسببها أحكامًا لم يزل يفرج بها على كثير من عباده.
والظهارفي الإسلام  أن يقول الرجل لزوجته أنت عليّ كظهر أمِّي! أو تشبيهه إياها بمن تحرم عليه حرمة ابدية ، وهو كما قال الله عزوجل في كتابه : {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا} [المجادلة:2]، فاللفظ لفظ قبيح مجرد النطق به يعنى به معنى سيئا ، وهو مما تم توترثه من قوم الجاهلية  فظهر الإسلام يصحح ماكان خطأ ويبين المنهج الحق وما يلزم من وقع فيه. ولهذا على المرء أن يضبط ألفاظه ويهذب لسانه.

علاج المشكلة باحكمة دون الشتم والسب

جاءت خولة بنت ثعلبة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم  لتعالج مصيبة وهذا كان كل همّها. وقد بدى ذلك جليا ذلك من كلماتها التي قالتها للنبي صلى الله عليه وسلم: (إنّ لي صبية صغارًا إنْ ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إليَّ جاعوا) . كلمات تكتب بماء الذهب فالأم تربي وتحفظ أولادها، وهذا ما تقوم عليه الأسرة المسلمة . والأب يشغل بابتغاء الرزق والكسب، والنفقة واجبة عليه، حتى ان اشتغلت المرأة فيما يرضي الله خارج منزلها .فيشغله ذلك في أوقات كثيرة عن ملاحظة الأولاد.

شكوى بنت ثعلبة رسالة الى نساء المسلمين

تعتبر هذه الشكوى  من خولة رسالة لعدد من الأمهات اللاتي أهملن  أولادَهُنَّ . فنشأ الأولاد بعادات وسلوكيات قبيحة  فتكون جيل قاصر اخلاقيا وتربويا .
وقد احسنت خولة رضي الله عنها الشكوى. فجاءت في شأن كبير يستحق ! وقد حلت المشكلة، علمت أنه لا تكتمل التربية إلا بتعاون الزوجين، وأن ما فعله بها زوجها يحول دون ذلك، وأنه لابد من سبيل لحل الإشكال ورفع الضرر الواقع عليها، والذي إن استمر سوف تترتب عليه آثار لا تحمد.

 الطلاق سبب شتات الابناء وضياع جيل بأكمله

وهذا صار أمرا شائعا مع ارتفاع حالات الطلاق  وكثرة حالات الشقاق التي تقع بين الأزواج ! حيث لم يبق في البيوت سوى أطفال صاروا يعيشون كالأيتام ووالداهما أحياء! إما بافتراق الزوجين فالأب ذهب وتزوج والأم أخذت سبيلها وتزوجت وبقي الأطفال. أو بتهاجرهما واعتزال كل منهما في بيت أهله! .وواقع مجتمعنا اليوم يعكس جليا نتائج الطلاق من خلال شباب طائش لا مرجعية تربوية له.

حلال لكنه أبغض الحلال!

حلل الله الطلاق وجعله ابغض الحلال عنده فإذا حدث لأسباب موضوعية، وبعد دراسة واستشارة قد يكون بلا شك العلاج لكثير من المشكلات التي لا حل لها ، خصوصا اذا وقع وفق المنهاج الشرعي، وتم  التفاهم على أمور الأولاد.ولهذا قال تعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229].لكنْ  واقع اليوم يؤكد ان اغلب حالات الطلاق لا تقع عن روية ولا عن دراسة ولا عن بُعد نظر، ولا تكون الفرقة فيها بإحسان، فيكون باب شؤم لمشاكل أكبر!

أما التهاجر بين الزوجين، أو من قبل الزوج بالظهار ونحوه فهو محظور في نفسه لا سبيل لرأب مفاسده إن استمر! .عاقبته أن يبكي الأب والأم على أولادهما الذين عرضوهما للضياع والشتات، في ظل زمان صعب جدًا!

ان يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما!

لذلك ينبغي الابتعاد عما يفرح الشيطان من الظهار والتهاجر والشقاق.وليجتهد كل واحد إلى علاج كل مشكلة ، بالشكوى إلى الله تعالى.فالله يستمع لشكوى عباده . ينبغي اعتماد أسلوب الحوار والتشاور واحضار حكم رشيد لحل مثل هذه المشكلات التي تستدعي تدخلا من أصحاب الحكمة والورع . فتعرض المشكلة، وتبين المفسدة، بعيدًا عن اللجج والإزراء. ومن ثمَّ الاستعانة بمن هو أهل للإعانة على علاجها! والله أسأل أن يجنبنا وإياكم الشقاق وأسبابه.

 

 

المصدر
المسلمياسمينات
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى