كيف اجعل طفلي يحب مراجعة دروسه ؟
ان تعود طفلك على المراجعة اليومية يعني انك ترسخ فيه حب الدراسة وتلغي فيه كل صفات الكسل والفشل، من منا لا يرغب أن يكون طفله في المراتب الأولى بين اقرانه ؟ أكيد أن كل الأولياء يسعون لتحقيق كل الشروط وتهيئة كل الظروف المواتية لتكون المراجعة محببة وسهلة ومريحة يسعى إليها الطفل دون ملل أو كسل وذلك للحصول على نتائج دراسية جيدة.
بداية ينبغي ان تعرف كل الأمهات أن عقل الطفل ليس نسخة طبق الأصل عن عقل الأم فعقله يعمل بطريقة مستقلة تماما بشكل يتناسق مع تكوينه وعلى الأمهات تقبل طريقة طفلها في التحصيل العلمي حتى لو كانت غير مقنعة بالنسبة إليك، لان الهدف من المراجعة هو التحصيل وليس المراجعة على طريقتك أنت .
كوني مثالا وقدوة له
من الخطأ أن تطلبي من طفلك أن يجتهد ويتحرك وينشط ,وأنت مستلقي وخامل تلعن الدراسة والعمل , وتتحدث بسلبية عن المدرسة والفاعلين مثل قول ..”المستوي الدراسي الحالي منخفض.” او غيرها من العبارات التي يسجلها العقل الباطن للطفل, وتغرس فيه بذرة الفشل..من المهم جدا أن يكون الوالدين قدوة حسنة ..كونا مثالا يحتذي به قبل أن تطالبا منه آن ينجح وعلماه آن نجاحه سينفعه هو بالدرجة الأولى.
ازرعا فيه حب المعرفة بلطف ولين
تفقد الكثير من الأمهات أعصابهن مع أطفالهن خصوصا إذا لم يستوعبوا الدرس .فتجدهن يصرخن ويوبخن..احذري من هذه المعاملات ,لأنها تجعل طفلك ضعيف الشخصية, عديم الثقة بالنفس .في المقابل حاولي أن تمازحيه أثناء المراجعة وتخصصي بضع دقائق للمرح ..آو تعتمدي على طريقة التلقين الجماعي مع زملائه.
لا تستعملي معه الألفاظ السلبية مثل ..آنت غبي ..لا تفهم ..اكرر كلامي فلان أحسن منك ..هذه الكلمات تجعل الطفل يعتقد فعلا انه فاشل ,وبدل انتهاج هذه الطريقة القاتلة لمواهب الطفل ..شجعيه على كل انجاز يقوم به مهما كان بسيطا.
امنح قيمة لاهتماماته خارج إطار الدراسة
يعتقد بعض الآباء أن الطفل خلق للدراسة فقط، ففور عودتهم من عملهم يبدؤون جلسة استنطاق حول ..ماذا درست ؟وكيف درست ؟وماذا ستدرس؟، ويضغطون عليه حتى يضيق عليه الخناق ,معتقدين أن ذلك يجعله يعمل أكثر ويحصل على نقاط أكثر، لكن الحياة ليست دراسة فقط، فهناك حاجات يجب أن يشبعها الطفل عن طريق اللعب, والركض ,والصراخ ,والرسم .والاكتشاف، لذا اعط قيمة لاهتمامات طفلك البعيدة عن الدراسة.
امنحه هامشا من الحرية
امنح طفلك حرية القرار، اجعله ينظم وقته كما يشاء، أنت فقط حدد الإطار العام واترك له حرية التفاصيل، فليرتب كتبه وأدواته كما يشاء، دعه، يجرب، يسقط، يخطئ ينسى، أحيانا تحتاج إلى أن تتركه يتحمل عواقب خطئه، لأنها أحيانا هي الطريقة الوحيدة التي يمكنه أن يتعلم بها.
اجعل من المراجعة عادة يومية يمارسها طفلك وهو يدرك منافعها
يجب أن يعرف طفلك قيمة المراجعة ,وان يتعلم أن الحياة ليست فقط لكي يلعب، بل يجب عليه أن يتعلم، ولكي يتعلم فهو يجب أن ينجح في دروسه ويحل واجباته، ولذلك عليك إقناعه بأداء واجباته كما يغسل يديه قبل الأكل وأسنانه قبل النوم ..المراجعة تصبح عادة يومية ترافقه.
علمي طفلك كيف ينظم وقته
الدراسة بأريحية يلزمها وقت غير محصور بضغوطات مسؤولياتك وانشغالك. لذلك قومي بتنظيم وقتك ووقت مراجعة طفلك في وقت يناسبكما معا. لا تقومي بالمراجعة مع طفلك وأنت مرهقة ,مثلا بعد عودتك من العمل منهكة القوى. بل اختاري وقتا مناسبا في وقت الراحة مثل ما بعد القيلولة ,أو صباحات الإجازة .كما يستحسن أن تبدئي المراجعة بالمواد الأسهل وذلك لتحفيزه وتشجيعه على مواصلة المراجعة.
تقسيم الوقت وفق جدول يومي يحترمه بحذافيره
تخصيص جدول يومي لطفلك تتوفر فيه مختلف الأنشطة والأعمال التي يقوم بها الطفل في يومه بما فيه المراجعة لان المراجعة وحدها تجعل الطفل يشعر بالملل والإكراه وبالتالي قلة التركيز والاستيعاب .
توفير الجو المناسب للمراجعة في مكان يخلو من الضغوطات مهما كان نوعها
المراجعة المثمرة تتوافق مع التخطيط السليم وعليه ينبغي اختيار الزمن والمكان المناسبان لمراجعة طفلك ..لا يوجد أحسن من مكان هادئ مرتب ونظيف بعيدا عن الفوضى والصخب. كما يجب أن يضع طفلك كل أدواته التي يحتاجها للمراجعة على مكتبه ,لكي لا يضطر للمغادرة أو الذهاب للبحث عنها, لان هذا يشتت تفكيره.
.المكافأة والمدح
تعتير المكافاة أداة تحفيزية لنجاح الطفل كلما تفوق حصل عليها باستحقاق ,خصوصا إذا قطعت عليه وعدا بمكافاته مقابل نجاحه ..تجنب عدم الوفاء بالوعود لكي لا يفقد الحافز ,وبدل معاقبته في حالة فشله قم بمنحه فرصة أخرى وتجنب كليا أسلوب اللوم والعتاب في حالة التقصير .كما يستحب ان يتلقى المدح أمام الأب ,وأفراد الأسرة بدون مبالغة ,حتى لا يصاب بالغرور أو يصبح مقصرا في دروسه.