الاحترام اساس العلاقات
الانسان اجتماعي بطبعه ،تربطه علاقات مع غيره .أساسها الاحترام المتبادل وحسن التقدير والمضي نحو تحقيق سعادة مشتركة ينتفع بها الجميع.المجتمع مزيج من الطيبين والسيئين والايجابيين والسلبيين،تربطنا بهم علاقات غالبا ما تبدأ بطريقة جميلة .تجعلنا نتحمس لها ونقدم أفضل ما لدينا للحفاظ عليها خصوصا إذا كانت علاقة عاطفية ..تتطور وتنضج مع مرور الوقت فيتجرد أبطالها من مظاهر الزيف والتكلف لتظهر شخصياتهم وطبائعهم على طبيعتها ،فتظهر صفات أخرى لم ينتبه لها منذ البداية لتكون سببا في تسمم العلاقة وتاكلها من الداخل بينما قد تبدو من الخارج مثالية لا تشوبها شائبة.
الأصل في العلاقات الاجتماعية هو السكينة والطمانينة
الأصل في العلاقات هو أن نتصرف فيها على طبيعتنا دون تصنع ،دون خوف .فنشعر فيها بالسكينة والطمأنينة والراحة .لكن إذا ما غابت هذه العناصر الإيجابية التي ذكرناها فيمكننا الحديث عن نوع أخر من العلاقات التي قد تودي بضحاياها إلى ما لا يحمد عقباه.وهي العلاقة السامة.
ماهي العلاقة السامة؟
تتميز العلاقات السامة بوجود نمط متكرر ومؤذٍ من السلوك من طرف واحد غالبا ، قد يشمل هذا النمط الغيرة المعلنة او الغير معلنة ، الاستغلال، الرغبة في الهيمنة، الأنانية، الرفض. وبينما تساهم العلاقة الصحية بدور فعال في دعم ثقة الفرد بذاته، وتعزيز طاقته العاطفية، بعكس العلاقات السامة ، فإنها تدمر ثقة الفرد بذاته وتمتص طاقته.
تعرف العلاقة السامة وتُميَّز بالتكرارية والاستمرارية، بحيث يصبح السلوك المسمم للعلاقة نمطاً سائداً وليس استثناءً. كما تتميز العلاقات السامة بوجود طرف واحد يسعى لفرض سيطرته المطلقة، سيطرة تتجلى عبر أساليب واضحة تارة، أو بصيغ رمزية غير واضحة للطرف الثاني تارة أخرى.
علاقة سامة او انعدام الأمان
تتميز العلاقات السامة بانعدام الشعور بالأمان، والتمركز حول الذات، ومحاولات السيطرة والهيمنة على الطرف الأخر بالحسنى دون إثارة ريبة الطرف الضحية. كاستعمال الكذب ،والخيانة ،والمراوغة، وعدم الوضوح . أو بالخشنى بحيث يمكن للضحية تمييز علامات الإيذاء الجسدي أو العاطفي أو اللفظي، والحرمان العاطفي،والمراوغة لكن في بعض الأحيان يصعب تمييز العلاقة السامة.
علامات العلاقات السامة
يظهر الأشخاص السامون في بداية العلاقة بشخصية ودودة و جذابة للغاية. وقد يبدو أنهم مثاليون جدًا، ثم تبدأ حقيقتهم تظهر بشكل واضح مع مرور الوقت .فيصبحون مسيطرين ومتطلبين ومسيئين عاطفيًا. قد تستغرق علامات العلاقات السامة شهورًا أو حتى سنوات لتظهر جليا وخلال كل هذه المدة تجد الطرف المصاحب لهذه الشخصية السامة في ريبة وشك من أمره .
مظاهر الشخص السام
- عزل الطرف الآخر: يحاول الإنسان السام إبعاد شريكه عن عائلته ومحيطه وأصدقائه للحد من دعمهم له وزيادة الاعتماد عليه .
- الخلافات والمشاكل المستمرة: من الشائع أن يكون لدى الأشخاص في أي علاقة خلافات طفيفة، لكن العلاقات السامة تتضمن الكثير من الخلافات والسلبية، فالشريك المسيطر دائمًا ما يقلل من شأن الطرف الآخر ولو ضمنيا ،يهينه ، لا يعترف بفضائله وميزاته الجميلة أو ينتقد أفكاره ومحاولاته لفعل أي شي إيجابي أو مستقل.
- إلقاء اللوم وعدم الاعتراف بالذنب : لا يشعر الشخص المسيطر بالمسؤولية الشخصية عن الأحداث السلبية في العلاقات السامة ، فهو يريد دائما أن يظهر في شكل الإنسان الكامل الذي لا يصدر منه إلا الخير و لا يتحمل أي مسؤولية عن الأشياء السلبية التي يتورط فيها وهذه أهم علامة تدل على تورطك في علاقة سامة.
- السكوت وعدم إبداء الملاحظات خشية انكشاف أمره لكن في الواقع فهو يسجل كل صغيرة وكبيرة عن الشريك وقد ينخرط الشخص المسيطر بشكل نشط وعلني في سلوكيات سلبية يتهم شريكه بها.
- الإنكار والمراوغة : يكون هؤلاء الأشخاص غير قادرين أو غير راغبين في رؤية تأثيرهم السلبي على الطرف الآخر ، إذ يقومون بإنكار المشكلات ويحاولون إلقاء اللوم على الشريك أو التلاعب بالأحداث، أو محاولة تغيير الأحداث الماضية لوضع أنفسهم في موقف أفضل.والظهور في صورة الإنسان البرئ الفاضل.
- التنازل عن كل شيء:الأصل في العلاقة هو الأخذ والعطاء بنفس الوتيرة .لكن إذا وجدت نفسك على استعداد بان تلبي رغبة شريكك دون الاهتمام برغبتك أنت في بعض الأحيان، فإن هذا السلوك شائع جدًا في العلاقات السامة وفق علم النفس، إذا وجدت أنك تتنازل دائما لكل شيء حتى الأشياء التي تجدها مرفوضة من الناحية الأخلاقية أو الشخصية لإبقاء الشخص الأخر سعيدًا فهذا يعني أنك في علاقة سامة.
مضاعفات العلاقة السامة
إن العلاقات الصحية والسليمة تعزز من صحتنا النفسية والجسدية وتزيد من قدراتنا الإبداعية والإنتاجية، وعلى العكس من ذلك فالعلاقات السامة تترافق مع الكثير من المشاكل والمضاعفات، وأهمها:
- الإحباط: يميل الطرف المسيطر في العلاقة السامة إلى تحجيم إمكانيات الطرف الأخر ،والسخرية منه ومن أفكاره وإنجازاته.وقد يشعر الطرف المتضرر بأنه غير نافع أو أنه يعاني من نقص ما.
- الشعور الدائم بالذنب: يشعر الطرف المتأذي في العلاقة السامة بالذنب بشكل دائم، وقد يعتبر أن ما يحدث له من أمور سلبية هو جزاءٌ يستحقه.
- تجنب الدخول في علاقات جديدة: بعد الخروج من العلاقة السامة قد يتجنب بعض الأشخاص الدخول في علاقة جديدة خوفًا من تكرار ما حدث في علاقتهم السابقة.
- ضعف الإنتاجية في العمل والدراسة: تؤثر العلاقات السامة بشكل سلبي للغاية على العلاقة مع زملاء العمل أو الدراسة .وعلى القدرة على تحمل الضغوطات، ما ينعكس على الإنتاجية في كلا المجالين على حد سواء.
- زيادة فرص حدوث الأمراض الجسدية: من المثبت للجميع أن التعرض الدائم للضغوط ينعكس سلبًا على حالة الشخص الصحية .ومن الممكن أن يسبب له الكثير من الاضطرابات النفسية أو الجسدية كأمراض الجهاز الهضمي أو أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.
علاج العلاقة السامة
يمكن الخروج دائمًا من العلاقة السامة والمضي قدمًا لإيجاد علاقة إيجابية صحية.هنا بعض النصائح في التخلص منها:
- الرعاية الذاتية: إيجاد الوقت للاعتناء بنفسك وتعلم الاهتمام بالنفس من جديد هو خطوة حاسمة في التعافي وإعادة التوازن لأولوياتك.
- إعادة الاتصال: يساعد إعادة الاتصال بالأصدقاء والعائلة والأشخاص الذين يحبونك ويهتمون بك على تعزيز تعافيك العاطفي من العلاقات السامة وتأثيراتها السلبية عليك.
- التحدث مع الشريك: قد يساعد النقاش مع الشريك على تحسين سلوكياته تجاهك .وهذا ينعكس إيجابيًا على العلاقة. إلا أن ذلك قد يكون صعبًا لدى بعض الأشخاص أو قد يزيد من السلوكيات السلبية كرد فعل لديه.
- العلاج: الاستشارة الطبية والعلاج أمران أساسيان لفهم ديناميكة العلاقة المدمرة للشريك السام.يساعد العلاج أيضًا على بناء الثقة بالنفس واحترام الذات .وهذا الأمر ضروري قبل الدخول في علاقة جديدة.
عندما تسبب العلاقة لك الكثير من المشاكل والضغوط النفسية والصحية .فعليك أن تسأل نفسك من أين تأتي هذه المشاكل الدائمة؟ هل تريد حقًا أن تكون مع هذا الشخص؟ وهل بقاؤك معه بسبب صفاته الإيجابية أم لأن ذلك أفضل من أن تكون وحيدًا؟
من الممكن أن يقوم الشريك بإجراء تغييرات واعدة وإعادة بناء العلاقة.ومع ذلك يجب أن يكون هو أو هي على استعداد للقيام بالعمل لإجراء هذه التغييرات وتعلم طرق جديدة للتواصل والتفاعل كشريك داعم وصحي.