دخل ليسرقه فزوجه ابنته !
تقوى الله تفتح أبواب الخير
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )سورة الطلاقأن التقوى من أسباب الفرج وفتح أبواب الخيروالنجاح في الدنيا والأخرة أدعوكم الى قراءة هذه القصة لاستخراج العبرة منها
قصة اللص التقي
يحكي في قديم الزمان أن كان هناك شاباُ تقياً ولكنه غافل تنقصه الفطنة والحكمة ، فقرر أن يقصد أحد العلماء يطلب علي يده العلم، فكان أول ما قال الشيخ له ولزملائه في الدرس : ” لا تعيشوا عالة علي الناس، ولا تمدوا أيديكم الى الناس ، فلا خير في عالم يمد يده لغيره ، علي كل واحد أن يذهب ويعمل بالحرفة التي كان يعمل بها والده، وليتق الله فيها ”
الشاب يسأل عن حرفة والده
.. خرج الشاب من الدرس متحمساً وذهب إلي والدته فسألها عن الحرفة التي كان يعمل بها والد المتوفي، اسود وجه الأم فجأة وبدا عليها الاضطراب والقلق وردت على ابنها قائلة : والدك في دار الحق فلماذا تبحث عن الحرفة التي كان يمارسها ؟ فأخبرها الشاب عن سبب سؤاله وألح عليها أن تخبره عن حرفة والده ، حاولت الأم أن تراوغ ابنها وتتهرب من الإجابة علي سؤال إبنها ولكنه غلبها بإلحاحه مما اجبرهاعلى الإجابة ، فأخبرته رغماً عنها أن والده كان لصاً .
الشاب التقي يتعلم السرقة
حزن الشاب ورد عليها في إنكسار.قال في نفسه: ولكن الشيخ يريدنا أن نعمل بنفس حرفة والدنا، وأن نتقي الله فيها. قالت الأم في غضب : ويحك، وهل هناك ما يدعي التقوي في السرقة ؟ .كان الولد غافلاً فقال لها : هكذا قال الشيخ وهذا ما أقتنعت به .. وبالفعل ذهب الولد وأصبح يسأل ويتعلم ليعرف كيف يصبح لصاً سارقاً.وعندما تمكن من إحتراف هذة المهنة ، قرر أن يمضي الليلة الى السرقة. صلي صلاة العشاء وإنتظر حتي نام الناس، وخرج ليسرق كما كان يفعل والده وكما أمره الشيخ، في ظنه .
اللص التقي يخرج للسرقة
قرر في نفسه أن يبدأ ببيت جاره.قرر أن يدخله ولكنه تذكر أن الشيخ قد أوصاه بتقوي الله، وقال في نفسه أنه ليس من التقوي أن يقوم بإيذاء جاره وسرقته. قام بتخطي هذا البيت ومر ببيت آخر وهم بسرقته، ولكنه تذكر أن هذا البيت دار أيتام، والله عز وجل حذر من أكل مال اليتيم.
ظل اللص التقي يمشي ويتخطي المنازل حتي وصل إلي دار تاجر غني بدون حراسة .وكان يعلم كل الناس أن هذا التاجر لدية الكثير من الأموال والمجوهرات التي تزيد عن حاجته. هنا قال اللص في نفسه : ” هذا هو المنزل المناسب.وبالفعل تمكن اللص من الدخول إلي المنزل فوجده واسعاً ومليئا بالغرف والأثاث الجميل. ظل اللص يسير بين الغرف حتي وجد صندوقاً مليئا بالذهب والفضة. فقال هذه غنيمتي. ولكنه فكر أن هذا التاجر من الممكن أنه لم يخرج زكاة أمواله.أخذ الدفتر وراح يراجع الحسابات. فأحصي الأموال وحسب مقدار الزكاة ونحي مقدراها جانياً، عاملاً بنصيحة الشيخ وهي تقوي الله في العمل .
اللص يؤدي الصلاة في منزل الضحية
وعندما هم اللص بالسرقة أذن الفجر، فقال اللص في نفسه : تقوي الله تقضي الصلاة أولاً. فقام وتوضأ وأقام الصلاة. سمع التاجر رب المنزل ورأي هذا المنظر فتعجب، صندوق الأموال مفتوحاً ورجلاً يقيم الصلاة، فسألته زوجته : ما هذا، فأجاب التاجر في دهشة : والله لا أدري. أسرع إلي اللص يسأله من أنت وماذا تفعل هنا ؟ فأجاب اللص : الصلاة أولاً ثم الكلام، وأنتظر حتي توضأ صاحب الدار وصلي به لأن الإمامة تكون لصاحب الدار. وبعد أن أتما الصلاة، سألة التاجر : أخبرني من أنت وماذا تريد، فأجابه : أنا لص !
يزوجه ابنته بعد أن دخل ليسرقه في عقر داره
إندهش التاجر من الرد، وقال له : وماذا تفعل بدفاتري، فأجابه اللص : أحسب الزكاة التي لم تخرجها منذ 6 سنوات وقد حسبتها الآن لوضعها في مصارفها، كاد التاجر ان يجن من فعل هذا اللص، وسأله في غضب : هل أنت مجنون ؟ ماذا تريد مني يا هذا ؟ فأخبرة اللص التقي بحكايتة كلها، وعندما سمع التاجر قصتة أعجب به كثيراً، وقال له : لدي بنت، ما رأيك لو زوجتك أبنتي وجعلتك كاتباً وحاسباً عندي، وأسكنتك أنت وأهلك داري وجعلتك شريكي في تجارتي، فوافق اللص وعاش في سعادة وهناء .