لا تحدثني عن الله،دعني أراه في أفعالك..
كان …طفلا يتيما عمره لا يتجاور السبع سنوات ..في موسم الشتاء حيث كان الثلج يصب دون توقف
وقف الطفل أمام واجهة متجر للأحذية وهو يلتوي في ثيابه البالية ..حافي القدمين يرتجف من البرد والصقيع حتى انه لم يعد يستطيع التحرك..كانت عيناه فقط تتأملان تلك الأحذية الدافئة المعروضة في واجهة المتجر.. ، لفت الطفل نظر سيدة كانت تبدو ثرية من مظهرها فاقتربت منه وسألته :
لماذا تقف هنا في هذا البرد أيها الصبي أين والديك ؟ أجاب الطفل بصوت خافت أبي وأمي عند الله وأنا انظر إلى هذه الأحذية الجميلة وأدعو الله أن البس مثلها في أحلامي عندما أنام
.
أخذت السيدة بيد الطفل ودخلت المتجر ، وطلبت من البائعة ان تعطيها 6 أزواج من الجوارب، وطلبت منها متوسلة أن تحضر لها مياه ساخنة وإناء ، أحضرت البائعة بكل تعاطف ما طلب منها ، نزعت السيدة قفازيها و قامت بغسل أرجل الطفل ونشفتها ، هنا كانت البائعة قد أحضرت أزواج الجوارب الست، ألبسته السيدة إحداها ووضبت الباقي وأعطتها للطفل و اشترت له الحذاء الذي أراده، ومسحت على رأسه، وقالت له:
لست بحاجة الى ان تحلم بهذه الأحذية بعد اليوم مادام حلمك قد تحقق في الواقع .لابد انك سعيد هيا انهض ياولدي وتبسم
ادارت السيدة ظهرها لتذهب، عندها شدها الطفل من يدها ورمقها بعين دامعة وسألها :
– لاشك انك من ملائكة الرحمن بعثك لتحقيق حلمي ؟
ذهلت السيدة ولم تعرف ماذا تقول فاجابته البائعة.. لا أيها الطفل الصغير انها من ملائكة البشرالذين يؤكدون لنا بأفعالهم أنه ملائكة تعيش بيننا
لاتحدثني عن الله دعني أراه في أعمالك..