تشفى من العقم بعد فك سحر وضع في قلادتها .(الجزء1)
السحر والشعوذة حقيقة أكدها القران الكريم
السحر والشعوذة من المواضيع المثيرة للجدل في مجتمعنا .هناك من يصدقه ،ومن يستبعده،ومن يكذبه بحجة أن كل ما يصاب به الانسان من ظواهر غريبة ،ليست الا أمراض نفسية مرتبطة بالموروث الاجتماعي والمعتقدات الروحانية. ويعتبر السحر مصطلح يستعمل لوصف قوة غير مرئية تقوم بتغيير حالة شخص ما تتسبب في هلاكه.وهو مقترن بالشعوذة واستحضار الجن . يعتقد القائمين به قدرتهم على استحضار قوى خفية تساعد في حدوث تغييرات يصبو اليها شخص ما. وغالبا ما تتعلق هذه الأمنيات بالنيل من خصم،و ايذائه ،أو الحصول على شيءما.يعتقد السحرة ومن يرتادهم انهم يملكون قوى خارقة.ولكنها جمرات تزداد بهم سعيرا في نار جهنم .تتم عملية السحر والشعوذة عادة في طقوس خاصة باستحضار مكونات لا تخطر على بال بشر .وقد أكد القرأن الكريم وجود هذه الظاهرة في عدة مواضع في كتاب الله.منها ما ورد في سورة طه الاية 19 “وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا انما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ”
قصة هدى التي ماتت يأسا وعادت بتقوى الله الى الحياة
في سياق ما ذكرناه سابقا نقص عليكم قصة وعبرة. تزرع الأمل في كل من ابتلاه الله بسحر من كيد ساحر لن يفلح من حيث أتى، مهما بلغ طغيانه وجبروته،لأن الله أعلى وأقدر وأجل من أن يتفوق عليه مخلوق خُلق من طين وجان خُلق من نار .هي قصة لشابة اسمها هدى من الغرب الجزائري .خريجة احدى الجامعات الجزائرية . شابة جميلة الخُلق والخِلقة. فيها من مواصفات المرأة التي يتمناها كل شاب لتكون شريكة حياته ورفيقة دربه .
الخطاب كثيرون وصاحب الحظ واحد
نشأت هدى في عائلة ميسورة الحال ُ، طيبة السمعة .بعد اتمام دراستها بدأ الخطاب يتقدمون اليها خصوصا من أقربائها،.لكن أمها وحتى هدى كانتا ضد فكرة زواج الأقارب،خصوصا وأن هدى كانت متعلقة بشاب يدعى كمال. تعرفت عليه منذ فترة الجامعة والذي لم يتأخر في طلب يدها من عند والدها فور تخرجها من الجامعة. رحبت به العائلة واستقبلته هو وأهله “يوم الشوفة” كما هي العادة في الأعراف الجزائرية ،وهو اليوم الذي تتعارف فيه عائلة العريسين. فرح الجميع بكمال وعائلته فالعائلتان تتناسبان للمصاهرة باجماع الجميع ..مرت أسابيع وأراد كمال أن يُرَسّم علاقته بخطبة شرعية يحضر فيها الامام والشهود لقراءة الفاتحة.بدأت عائلة هدى في التحضير للخطبة وبعثت بطاقات الدعوة للأقارب من ذوي الأرحام لتشريفها يوم الخطبة ومشاركتها فرحتها .حضر أعمامها وأخوالها وتمت الخطبة والزواج الشرعي في احتفال بهيج باركه الجميع وكان ينقص فقط العقد المدني والدخول .
زواج هدى وكمال
كان كمال يكبر هدى باربعة سنوات. سافر الى هولندا واستقر هناك يشتغل في التجارة قبل ان يقصدها ليخطبها. عمل بكد واجتهاد حتى تمكن من كراء بيت يليق بعروسه. وبعد خطبتها ،سعى لاستكمال وثائق الزواج المدني ونقل زوجته الى هولندا ليباشرا حياتهما الزوجية .كانت تلك أحلى أيامهما .بالنسبة لهدى تخلصت من طلبات الزواج التي تأتيها من هنا وهناك وكانت ترفضها تحت ضغط والدها .أما كمال فقد حقق حلم حياته بالظفر بالبنت التي تمناها زوجة له.
حياة الغربةوالعريسين
بدأ العريسين حياتهما بهولندا بسعادة تنغصها من حين لأخر حالات اكتئاب لا مبرر لها تصاب بها هد ى. فقد كان زوجها كمال يعاملها بأدب واحترام.غير أن هدى كانت تشعر منذ أول يوم لها بانقباض في صدرها تجهل مصدره وسببه .اعتبرته أمرا عاديا هي وزوجها فقد كان كمال يقول لها ستعتادين مع الوقت.. ربما لم تتقبلي التغيير الذي طرأ على حياتك..كانت أحيانا تبكي دون سبب وكمال يقول أنها اشتاقت لبلدها وأهلها وحياتها ،السنوات الأولى في الغربة دائما صعبة وكان شبه متأكد من أنها حالة نفسية عابرة لا غير.
شحوب ووهن يلازمان هدى
مرت شهور على زواج العريسين. كانت هدى تحس بالضعف والوهن ،شحب وجهها نقص وزنها .فزارت طبيبا أعطاها تحاليل لم يظهر فيها شيء مقلق ،وطمأنها بأن كل شيء على ما يرام . ومع مرور الأيام تحولت حياة هدى الى شبه كابوس،حياة روتينية ،مرت على زواجها أربعة سنوات لم ترزق بالذرية خلالها رغم أنها زارت عدة أطباء هي وزوجها وأجريا فحوصات لم تظهر اصابتهما بشيء يمنع حمل هدى. فرضيا وصبرا و وكلا أمرهما لله.
هدى تخرج من عزلتها لتصبح مربية أطفال
ارتأت هدى أن تشغل نفسها بعمل ينسيها وحدتها ويخرجها من عزلتها .فأجرت تكوينا لتكون مربية في روضة أطفال ،دخلت عالم البراءة فانتعشت حياتها وتعلق قلبها بالأطفال الذين حرمت منهم .لكن بعد قرابة 3 شهور من التحاقها بالروضة صارت تتحسس من رؤية الاطفال وتحس بحرمانها من نعمة الأمومة.في البداية كان ذلك مجرد شعور ،ثم صارت عصبية مع الأطفال وتعنفهم أحيانا . وقد تعرضت لعقوبات وصلت الى المحاكم بسبب شكوى رفعها اولياء احد الاطفال ضدها، بعد أن اصيب ابنه بالذعر من عصبيتها.وُجهت هدى الى مختصة اجتماعية ونفسية لتشخيص حالتها ووصفت لها أدوية مهدئة بعد أن شخصت حالتها باكتئاب حاد وانهيار عصبي ونوبات صرع.. شرعت في أخذ الادوية .تحسنت في بادئ الأمر لكن سرعان ما بدأت حالتها تتطور الى ماهو أخطر ،تُصابب نوبات صرع وتدهورت حالتها .تمرض كثيرا وكلما أجرت التحاليل الطبية تظهر سليمة معافاة وتشخص حالتها على انها اكتئاب.
نوبات صرع ونوم عميق أثناء أداء العبادات
في هذه الفترة صار زوجها كثير السفر فقد توسعت تجارته وصار يتنقل الى مدن مجاورة. وهذا ما زاد من عزلتها ،صارت ترتاد المسجد تحفظ القرأن عند غياب زوجها. لكن ما ان تدخل المسجد حتى تدخل في نوم عميق حتى يتم ايقاظها.في احدى الأيام التقت بسيدة في الستين من العمر في المسجد وانتبهت لحالتها فاسترسلتا في الحديث .ارتاحتا لبعضهما فلقاء شخص من بلدك في الغربة يجعل الانسان يرتاح ويفرغ قلبه .سالتها المراة الستينية اذا ما كانت تعاني من مرض ما فالشحوب كان يجعلها تبدو مريضة.. روت لها هدى قصتها وقصة نوباتها وعقمها بعد 7 سنين من الزواج .نصحتها السيدة بالحجامة والرقية .وهذا ما قامت به هدى .ارتاحت بعدالحجامة ثم أصبحت عصبية طوال الوقت لا تحتمل أحدا.وصارت تعتزل الناس وتكره نفسها خصوصا بعد أن لازمتها عقدة العقم وهي تتجاوز الثلاثين من العمر وتري صحتها تتدهور، وزوجها منشغل عنها طوال الوقت وغير مبال بمايحدث معها ،كانت تحترق بداخلها لوحدها ولولا ايمانها بالله لكانت مصيبتها أعظم.
اقرأ الجزء الثاني على الرابط
يتبع