العائلات الجزائرية تحتفل بصيام أطفالها بتقاليد مميزة !
صيام الطفل لأول مرة حدث تباركه العائلة
تقدس الكثير من العائلات الجزائرية وتحتفي بصيام أطفالها لأول مرة، من خلال طقوس وعادات قد تبدوا غريبة، غير أنها تبقى راسخة في الذهن وتحمل الكثير من الدلالات التي ترسخ المعاني الإيجابية لدى الأطفال وتحثهم على التمسك بالتعاليم الدينية والعادات الاجتماعية منذ الصغر.
تعويد الطفل على الصيام
و يشكّل تعويد الطفل على الصيام من أهم الأمور التي يحرص عليها الأولياء خاصة أن الصوم يمثل الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج والإدراك. ما يجعل اشعار الأطفال في سنّ معيّنة بأهميته ضرورة تفرض نفسها من خلال خلق جو احتفالي. وعادة ما يتّبع أغلب الأولياء طريقة واحدة في تعويد أبنائهم على الصوم بما يتوافق وسنّهم، حيث يمنعونهم من الأكل والشرب لساعات، ثم لنصف يوم، فيوم بأكمله، ليخوض الطفل تجربة صيام بعض الأيام من رمضان إلى أن يجد نفسه يصوم الشهر بكامله. ويبقى الصيام الأول يوما مشهودا لا يزال يحظى بمكانة خاصة عند بعض العائلات.
كيف تحتفل العائلات بصيام الأطفال لأول مرة في منطقة القبائل؟
منطقة القبائل ، من بين المناطق التي تحتفل بصيام الأطفال لأول مرة بطريقتها الخاصة، وذلك من خلال تقديم وجبة الإفطار على سطح المنزل ، وهي العادة التي تمسكت بها الكثير من العائلات في القرى والمداشر، عبر الزمن، حيث يعتبر صيام الطفل لأول مرة بمثابة العرس والمناسبة التي يجب أن تبقى راسخة لدى الطفل لتترسخ في ذهنه أنه عالي الشأن و بات ناضجا ويمكن أن يتحمل جزءا من المسؤولية في العائلة.
ويقوم الأب أو الجد بحمل الطفل الصائم وهو في أبهى حلة، على كتفه ويصعد به إلى سطح المنزل قبيل آذان المغرب، قبل أن يقدم له وجبة الإفطار، في حين تتولى الأم أو الجدة المهمة إذا كان الصائم بنتا عند بعض العائلات.
وتختلف نوعية الأطباق التي تقدمها العائلة للطفل الصائم في أول فطور له، حسب تقاليد كل أسرة ومنطقة وأيضا حسب إمكانياتها المادية، فمنهم من يقدم لحم رأس العجل والبيض المسلوق و”المسمن” أو “الرفيس” وهي أكلات تقليدية تصنع من الدقيق، وتقدم عائلات أخرى اللبن والتمر والتين المجفف.
للطفل الصائم حظ من الامتيازات تشجيعا له على اداء فريضة الصيام
وقبل هذا الموعد يكون الطفل الصائم ”الشخص الأكثر أهمية” في العائلة، بأن يرافق والده إلى السوق وتعطى له كامل الحرية ليشتري ما يشتهي من الأكلات التي يريد أن تكون حاضرة على مائدة إفطاره.
وتحرص العائلات على هذه الأجواء الاحتفالية بالصائمين الجدد، لغرس حب صيام في قلوب الأطفال منذ الصغر، والتعود على تحمل الجوع والعطش. أما تقليد وضع الطفل فوق سطح المنزل للإفطار فله دلالات عدة منها علو شأنه في العائلة ، إلى جانب تحفيز الأطفال الآخرين على الصوم.