شوكة فعروس حكاية من التراث الامازيغي
من شوكة لعروس او كما نقول في لهجتنا العامية *جا كاري ولا مول الدار*
هي قصة فتى في الخامسة عشر من عمره توفي والديه فأصبح يتيما حزينا يبكي النهار والليالي الطوال.
قرر ذات يوم ان يمضي في طريق لا يعلم الى أين تؤدي، فقد ضاقت به السبل .راح يمشي ويمشي ويمشي إلى ان وصل الى احدى القرى،وراح يستلقي تحت شجرة زيتون ..كانت الرياح الدافئة تلفح وجهه والطيور تغرد وايدير يبكي الى ان غط في نوم عميق وما ان فتح عيناه حتى رأى عجوزا في يدها بيضة فراح الصبي يغرز في رجله شوكة وراح يقفز ويصرخ.
-ما بك أيها الفتى ؟
-لقد دخلت في رجلي شوكة أوجعتني.
اوه يا ولدي لا تجزع سأنتزع الشوكة من رجلك .
أخذت إبرة وأخرجت الشوكة من رجل الصبي ورمتها في الأرض، وبدل أن يشكرها راح يصرخ مجددا فسألته العجوز عن سبب بكائه فقال لها أعطيني شوكتي وإلا عوضيني إياها بالبيضة .
تعجبت العجوز من ردة فعل الصبي ثم قالت له لا عليك خذ البيضة واذهب في سبيلك .
غادر الفتي ضاحكا والبيضة بين يديه واخذ يمشي ويمشي ويمشي إلى ان وصل الى باب احد المنازل فطرق الباب سمع صوت يساله من انت فقال انا ايدير الفتي اليتيم ابحث عن الأنس ،فتحت امراة عجوز الباب ورحبت به وقالت له تفضل يابني حضرت في وقت العشاء وهو لا يزال ساخنا فقال لها .
-انا لست وحدي لكن برفقة بيضة
فقالت له احضرها يابني وضعها تحت الدجاجة تحضنها .
قضى ليلته عند العجوز ولما استيقظ صباحا قالت له العجوز ان الدجاجة كسرت بيضته فبدا بالبكاء والصراخ وقال لها اريد بيضتي والا عويضيني إياها بالدجاجة،ولأنه يتيم اعطته العجوز الدجاجة وأمرته بالانصراف
اخذ الدجاجة وانطلق مجددا يمشي ويمشي ويمشي الى ان وصل الى احدى المروج الخضراء فصادف راعي أغنام ناداه قائلا
-الى اين أيها الفتي
فرد الفتي
اسمي ايدير صبي يتيم امشي بحثا عن الأنس
فقال لع الراعي تعال معي
فاجابه الفتى انا لست وحدي برفقتي دجاجة
رد عليه الراعي احضرها معك ستكون كيفما تشاء
في الصباح استيقظ الراعي فوجد الدجاجة ميتة فقال للصبي لقد قتل حصاني دجاجتك
اخذ الصبي يصرخ ويبكي والراعي يحاول تهدئته لكن الصبي اشترط الا يهدا حتى يعطيه دجاجته حية او يغرمها له بالحصان
تعجب الراعي وتسمر في مكانه لكنه اعطى الحصان للصبي اليتيم وامر هان يذهب في حاله
ركب الصبي على الحصان واخذ يجري به حتى صادف في طريقه فتاة تبكي سالها عن سبب بكائها فقالت له ان أمها ماتت ولا تدري ماذا تفعل بها لانها وحيدة ولا تملك أحدا فاقترح الفتى ان يأخذ ام الفتاة الميتة وقال لها سادفنها في قبر ابي وامي فاشرق وجه الطفلة وقالت له اذا قمت بهذا فلن انسى لك هذا المعروف
اخذ الصبي ام الفتاة المتوفاة ووضعها على حصانه وتابع طريقه الى ان التقى بموكب عرس فساله صاحب العرس اين وجهته فقال اسمي ايدير الفتى اليتيم الذي يبحث عن الانس
فاقترح عليه صاحب العرس ان يرافقه لحضور عرسه فقال الصبي انه ليس وحده وانه برفقة امه فرحب بها صاحب العرس وقال انتما مدعوان معا لحضور عرسنا
ذهب الفتى مع موكب العروس وعند وصولهم الى بيت العرس ادخل العجوز الميتة التي ادعى انها امه فوضعها امام العروس وقال لهم امي صماء بكماء ومجنونة حافظوا عليها.
عاد ادراجه الى الوراء بينما كانت النسوة يزغردن ويحتفلن بالعروس فقامت العروس من مكانها لترقص واذا بها تتسبب في سقوط العجوز التي كانت ميتة أصلا فجاء الفتى ايدير يبكي ويصرخ العروس قتلت امي العروس قتلت امي .تبكم الحضور ولم يعرف صاحب العرس كيف يتصرف تجمد في مكانه فراح الفتى يتابع صراخه احيوا لي امي والا اعطوني العروس احيوا لي امي والا اعطوني العروس تسمر صاحب العرس في مكانه بينما اخذ الفتى العروس على الحصان وانطلق يغني ويقول شوكة فبيضة ،بيضة فدجاجة ،دجاجة فحصان ،حسان فعجوز ميتة استبدلتها بعروس يا لحظي يالحظي