تمر سنين العمر بسرعة لدرجة قد لا ينتبه إليها الوالدين، كيف أصبح ذلك الجنين في بطن أمه يحبو ويمشي ويدرس ويعي ليدخل في بداية المراهقة التي تعتبر من مراحل نمو الإنسان الحساسة والدقيقة، التي تلي مرحلة الطفولة المبكرة، ويُطلق عليها أيضاً مرحلة الطفولة المتأخرة، في عمر 10 سنوات يستقل الطفل بشخصيته وتصبح لديه آراءه وميولاته الخاصة وربما هذه هي المرحلة العمرية التي تستلزم مرافقة الإباء لأبنائهم لوضعهم في إطار صحيح يكون بمثابة قاعدة الأساس لما سيكون عليه في المستقبل، ولا يختلف اثنان في صعوبة التعامل مع الطفل في هذه المرحلة التي يودع فيها طفولته ليدخل في فترة أخرى من حياته تحدث فيها الكثير من التغيرات العاطفية ،الاجتماعية ،المعرفية والجسدية .
الطفل في هذا السن لا هو كبير ولا هو صغير
ستتعمق علاقاتهم مع أصدقائهم واقرانهم ، يصبحون أكثر وعياً بأجسادهم ومع اقتراب سن البلوغ . تبدأ المشاكل في الظهور مع الصورة التي يمتلكونها لأجسادهم وتغير طباعهم، والمنطق المتعامل به ،سيكون الجزء المهم من المحادثات الهادفة التي تجريها مع طفلك ، مثل الحديث عن السبب المنطقي لفعل بعض الأشياء وعدم القيام بأشياء أخرى، الأطفال فضوليون، وهم أكثر من يتوقون للمشاركة في محادثة تجيب عن أسئلتهم، وكل ما تحتاجه هو إجابات مباشرة عن أسئلتهم، اقضِ بعض الوقت في شرح السبب، لا تأمر الأطفال، بدلاً من ذلك، اشرح بطريقة ودية ،على سبيل المثال، عندما يسأل الطفل لماذا يحتاج إلى تنظيف غرفته، فقط قل «لأنه يبدو أنيقاً ونظيفاً، في بعض الأحيان، قد يكون من الضروري شرح أكثر تفصيلاً، لجعلهم يفهمون أهمية القيام بشيء ما بالإقناع وليس بالأمر والتوبيخ ، لذا إذا اشتكى ابنك المراهق من أنه متعب من تنظيف الغرفة، يمكنك أن تقول، حسناً. لماذا لا تستريح لفترة ثم تنظف غرفتك؟ وبهذه الطريقة، فأنت تراعي أهمية الغرفة النظيفة.
تحديات المراهقة ودور الأولياء في مصاحبة أبنائهم
ابتداءا من سن 9 سنوات، تقل المشاحنات و تظهر فرط الحساسية عند التعامل معهم ليزداد تدريجيا ويصبح تحديا فى عمر الـ12 سنة.
في هذه السن يبدأ الطفل بإبداء بعض الاستقلالية في أرائه و ميولاته و توجهاته و أذواقه وهو بدايات الدخول في مظاهر المراهقة المبكرة حيث يبدأ الطفل فى الاعتراض وإثبات الذات وأنه يفكر أفضل من الكبار ، استمع إلي ما يحب واحترم أذواقه واجعله يحس بان لديه الحق في إبداء رأية واختيار أشيائه..
ستكون للطفل رغبات يريد تحقيقها ، اعمل بطريقة غير مباشرة لتعرف ماذا يريد،ثم اسلك أسلوب التحفيز ،لكن تذكر ..أن تقديم المكافآت يجب ألا يصبح رشوة. يمكنك أن ترافقه في جولة إلى مكان يحبه أو تقديم الشوكولاته. كما يمكنك أن تهدد بسحب امتيازاته ولكن قبل أن تفعل أي شيء يجب أن توازن جيدا بين سلبيات وايجابيات تصرفك مع ابنك.
كيف أتعامل مع طفلي حين يتغير شكله وطباعه
عموما تعتبر بداية كل مرحلة عمرية تغيير في نمط حياة، في السلوكات والممارسات والميولات وبداية مرحلة المراهقة خصوصا هي تحدي قد يصنفه البعض في خانة السهل بينما قد يصنفه البعض الاخر في خانة الصعب جدا. ولتسيير هذه المرحلة بطريقة أمنة على طفلك من المهم جدا إتباع الإرشادات التالية :
- أهمية قضاء وقت كافي مع طفلك ، والتحدث معه بشان صداقاته وكيفية اختيار الأصدقاء، كما يجب الا تغفل عن الحديث عن إنجازاته، والتحديات التي ستواجهه، ليكون إنسانا ناجحا في المستقبل .
- يمكنك مشاركته في الأحداث المدرسية وتشجيعه على ممارسة نشاطات مختلفة كالانضمام إلى مجموعات المدرسة والمجتمع، مثل فريق رياضي، أو مؤسسة خيرية.
- مساعدته على تنمية حسه الخاص بالصواب والخطأ وذلك بالحديث عن الأشياء الخطرة التي قد يتعلمها من أصدقائه واقرانه كالتدخين مثلا.
- العمل على تنمية الشعور بالمسؤولية، وإشراكه في بعض المهام المنزلية، مثل التنظيف والطبخ.
- ضرورة التطرق الى كيفية توفير المال وإنفاقه بحكمة.
- من المهم جدا التعرف إلى أصدقائه وعائلاتهم.
- لا تتجاهل الجانب الأخلاقي وذلك بالحديث عن احترام الآخرين، وتشجعيه على مساعدة المحتاجين.
- مساعدته على تحديد أهدافه الخاصة، وتشجيعه على التفكير في المهارات والقدرات التي يرغب في امتلاكها، وكيفية تطويرها.
- وضع قواعد واضحة مع ضرورة الالتزام بها مع طفلك، واستخدمها لتوجيهه بدلًا من العقاب.
- مساعدته على التفكير في إنجازاته، إن قول “يجب أن تكون فخورًا بنفسك” بدلًا من مجرد “أنا فخور بك” يمكن أن يشجع طفلك عندما لا يكون هناك أحد يثني عليه.
- الحديث عن التغيرات الجسدية والعاطفية الطبيعية للبلوغ.
- تحفيزه على القراءة كل يوم
- إشباعه عاطفيا بالعناق وإبراز حبك وصدقك معه مع مشاركته الأشياء معه بحب.
- عند مدحه يجب ان تجعله يفكر في إنجازاته وسبب مدحه.
- استخدام الانضباط لتوجيهه وحمايته، بدلاً من استخدام العقوبات التي تجعلك تشعر بالسوء حيال نفسك.