السمنة تهدد نصف الجزائريين بأمراض قاتلة

تشهد أرقام السمنة في الجزائر ارتفاعا مخيفا وغير مسبوق، جعلت وزارة الصحة تدق ناقوس الخطر و تسطر برنامجا استعجاليا للوقاية من هذا الداء، الذي يزحف على نصف الجزائريين ، لتتحول السمنة في بلادنا إلى مرض العصر تهدد شريحة واسعة بأمراض مزمنة وأخرى قاتلة حسب تحذيرات المختصين .
وفي هذا الصدد أكدت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات خلال ملتقى دراسي نظم يوم 4 مارس الماضي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السمنة ، أن انتشار السمنة في الجزائر لدى الفئة العمرية بين 18 و69 سنة تقدّر وفق دراسة استقصائية بـ 55.6 % (3 63 % لدى النساء و48.3 % لدى الرجال)، معتبرة إياها من الأمراض الناتجة عن تغير نمط العيش وعوامل بيئية أخرى.
وكشفت الوزارة عن مخطط وطني استراتيجي متعدد القطاعات انقضت آجاله في 2019 خصص للوقاية ومكافحة عوامل الخطر للأمراض غير المتنقلة للفترة الممتدة 2015 – 2019 “، تمحور بالأساس حول ترقية الأكل الصحي من خلال وضع برنامج إعلام واتصال حول زيادة الوزن والسمنة وكذا تطوير الوقاية وعلاج الوزن الزائد والسمنة.
كما تعمل وزارة الصحة، على رفع مستوى كفاءات مهنيي الصحة من خلال وضع برنامج تكويني لفائدتهم بتأطير من خبراء في الميدان مع إشراك صانعي القرار من مختلف القطاعات الأخرى المعنية في عمليات التحسيس وتوفير منتجات غذائية ذات جودة وتوفير الوسائل لممارسة النشاط البدني.
وتتميز تحديات المرحلة الحالية في دعم ومواصلة الإجراءات التي تمت مباشرتها، من خلال الإشراك الدائم للحركة الجمعوية والتأكيد على التنفيذ الفعال لجميع الإجراءات المرتكزة على تحسين التكفل بالمرضى”.
السمنة تسبب أمراضا خطيرة
وفي ذات السياق أكد رئيس مصلحة الطب الداخلي للمؤسسة الاستشفائية الجامعية لولاية سطيف، البروفسور رشيد مالك، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة هذه الظاهرة الذي يصادف الرابع مارس من كل سنة، أن الأشخاص الذين يعيشون بمرض السمنة معرضين لعدة أمراض خطيرة نتيجة ارتفاع الوزن لدرجة مخيفة من بينها أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم الشرياني والسكري والسرطان وكل هذه الأمراض خطيرة وتؤدي إلى الوفاة
وتفاديا لتهميش المجتمع لهذه الشريحة، شدد ذات الأخصائي على ضرورة وصف هؤلاء ب”الاشخاص الذين يعانون من السمنة” بدلا من وصفهم بـ “البدناء” خاصة وأنهم يعانون مسبقا من الناحية الاجتماعية والنفسية نتيجة ارتفاع وزنهم الى جانب الأمراض الأخرى.
وأوضح ذات الاخصائي بان العالم أصبح يعاني من ثلاث جائحات أولها داء السكري والثانية السمنة والثالثة كوفيد-19 وكل واحدة “لا تقل عن الأخرى من ناحية الانتشار ونسبة الوفيات”.
وذكر في ذات السياق بأن الأشخاص المصابين بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا وبالتالي للوفاة حيث تأتي فئة المصابين بهذا الداء والسكري في مقدمة الأشخاص الذين أدخلوا المستشفيات بسبب تعرضهم إلى الفيروس .
انتشار مخيف للسمنة وسط الأطفال
من جهتها عبرت رئيسة مصلحة داء السكري بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية بدويرة بضواحي العاصمة، البروفسور بن سمينة، عن أسفها للوضعية الصحية لبعض الفئات العمرية للأطفال والتي بلغت نسبة ارتفاع الوزن لديها “درجة مخيفة” بسبب استعمالها المفرط للوسائط التكنولوجية وإقبالهم على السكريات والدهنيات والمشروبات الغازية والمأكولات السريعة بشكل مفرط.
كما حذرت من غياب وقاية “حقيقية” لدى هذه الشرائح التي وصفتها ب”أجيال الغد” وتعرضها إلى الإصابة بالسمنة في الوقت الراهن قد يعيق صحة مجتمع بأكمله.
وللوقاية من هذا المرض الخطير، أجمع المختصون على ضرورة تشجيع الحركات الرياضية والتوعية حول الأغذية السليمة ومحاربة التدخين إلى جانب إشراك جميع الفاعلين في المجتمع في الوقاية من هذا المرض.
وعبر من جانبه رئيس الجمعية الجزائرية للمستهلكين، السيد مصطفى زبدي، عن أسفه لغياب معلومات وافية حول مكونات المواد الغذائية المصنعة وارتفاع نسبة السكر والملح في البعض منها مما أدى، حسبه، إلى زيادة عدد المصابين بالأمراض المزمنة خلال السنوات الأخيرة.